الإمارات وبريطانيا..علاقات ثقافية مُشتركة
خلال الآونة الأخيرة تفاعل العالم مع نبأ وفاة ملكة المملكة المتحدة إليزابيث الثانية، وهو حدث جلل يتم الإعلان عنه من خلال كلمة سر يُجرى إطلاقها حسب القوانين والطقوس البريطانية المتبعة للإفصاح عن نبأ الوفاة، من خلال عبارة «جسر لندن قد سقط».
وفي الإمارات الحبيبة نتعاضد مع حالة الحزن التي يمر بها الشعب البريطاني، ما دعا قيادتنا الرشيدة لتنكيس الأعلام لمدة 3 أيام، للإعراب عن مواساة الشعب البريطاني في رحيل الملكة إليزابيث الثانية، التي لطالما كانت لها ومضات دبلوماسية وثقافية في علاقات التعاون بين الإمارات والمملكة المتحدة منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وامتدت إلى المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، ما يؤكد قوة العلاقات مع بريطانيا منذ تأسيس الدولة إلى عهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله.
العلاقة التاريخية الإماراتية- البريطانية بدأت فعلياً منذ عام 1971، فمنذ ذلك الوقت تم توطيد العلاقات بين البلدين استراتيجياً من الناحية الاقتصادية والاستثمارية وفي الشؤون التجارية.
وأيضاً أصبحت العلاقة بين البلدين تتسم بالمتانة في التعاون الدفاعي والأمني والذي دفع دولتنا الغالية لتوطيد علاقاتها مع بريطانيا.
ومن الجدير بالذكر أن الملكة الراحلة إليزابيث الثانية كان لها دور في تقديم الدعم المعرفي والثقافي لما تُنجزه دولتنا الحبيبة من مشاريع تنموية تعود بالنفع على شعب دولة الإمارات والعالم أجمع. ففي عام 2010 زارت الملكة وزوجها الراحل العاصمة أبوظبي في زيارة ثانية تلت الزيارة الأولى لها عام 1979.
وفي زيارة عام 2010 استقبلها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، للكشف عن تصاميم ومجسمات متحف الشيخ زايد الوطني.
وفي تلك الفترة، قامت الملكة وزوجها الراحلان بزيارة لجامع الشيخ زايد الكبير وضريح الشيخ زايد.
وهذه الزيارات التي تمّت على المستوى الملكي تعكس أبعاد قوة الحوار التنموي بين البلدين، كما تُظهر قيمة التسامح وحوار الأديان والانفتاح على الثقافات المختلفة، من بين قيم إنسانية كبرى ترتكز عليها العلاقات الإماراتية -البريطانية، لا سيما وأن وطننا الغالي يسعى دوما لنشر التسامح وتقبل الآخر.
* كاتبة إماراتية.